*
قصة أسبوع من العذاب
*
(اليوم الأول)
ماذا تريد أيها القلب
ألا تكف عن وغزاتك
لا يسمع شيئاً من إليه هتافاتك
تنادى
تهمس
تغمز
لن أرد عليك....
فاسترح
ولا تزد علي من طعناتك
امرح
وخلصني من سقم عاداتك
لماذا تلح لست أنا من
جرح
إحساسك
لماذا لا تصمت آه لا تحرق الصدر بهذي
أنفاسك
ما مضى قد مضى يا قلب
فأنسى من قد نساك
ولم تشغله لحضه ذكراك
اختار فرقاك
والحياة اختيارات
واختبارات
فسارع إلى النجاة
وعُد إلى واقع الحياة
*
*
*
( اليوم الثاني )
آه يا قلب أتتشفع بالعين
لم تنم من البكاء والأنين
قالت لي : آيا قاس الم تشتاق لتلك السنين
فقلت لها : وكيف لامه لا يشتاق الجنين
فقالت : إذن عود لها وفز بالحنين
فقلت لحظة يا عين الم تشاهدِين
في أخر لقاء صمتها الحزين
فهرت الدموع وكأن النهر يجري على الخدين
كفي يا عين كفى يا عين
فالحبُ لا يأتِ مرتين
وارجعي لذاك الذي أرسلك
واخبريه بان الفراق غدا يقين
*
*
*
( اليوم الثالث )
فاجتني الروح
وكنت حينها
وحيداً مجروح
وقالت مؤاسيه
لماذا القلب ينوح
فقلت لأنه فقد الإخلاص
يا روح
فقالت :
طال التمزق
و
البؤس يخنق
و
الكآبة تشنق
فارحم وترفق
على
حالنا المشقق
فقلت :
والكبرياء
فقالت فهل هناك كبرياءً في العشق !
فالروحين كلتهما روحاً واحدة فلا تفرق
فلا تفرق
________
(اليوم الرابع )
فنظرت حولي
احتقرت قولي
لن ارتاح
حتى
أرمى بين يديها وردة السماح
فذهبت لها
والقلب يقهقه من الأفراح
والعين تشدو النظر متاح
وما بين إحساسٌ يرقص وإحساسٌ
يبلبل
وصلت لعتبة بابها
ويخطر بهاجسي أنه قال:
أأخيراً أتيت أيها التمثال
فضربته
فلم يجيب أحد
فكررت الضربة
وخلفها
ضربة
فإذ بها تفتح
وكأن السعد بداخلي أصبح
فالقلب قال : نسينا كل جرح
والعين أما آن الأوان لتصفح
فصاحت بعلو صوتها :
ما الذي ذكرك بنا يا هاجر
أعدت لتكون على حالي ساخر !
فرد لساني : حاشا لله هكذا أكون خاسر
عدت
لأن القلب لا ينسَ من قد عاشر
عدت
لكي ارحم دمع العين الساهر
فدست وجهها خلف الباب
وقالت : يا أغلى الأحباب
انظر لوجهي أن كنت ناظر
ألا تراه مشوهاً هذا أثر دمعي الحائر
فأغلقت الباب
فتلاشت كالسراب
أنادي فلا اسمع جواب
فعدت أدراجي
وكأني في حياتي لم اعرف طعم
العذاب
بكى قلبي
وملت العين دمعاً بدربي
*
*
*
( اليوم الخامس )
تعال يا قلب يا مجنون
ها هو قد طغى الحبيب الحنون
لماذا تحرجني في كل مره
وتجعلني في مواجهة مع العذاب وقهره
لا لا تقل لأجل الغرام
المحايد عنا والمقترن بالأوهام
لا لا تقل لأجل الأحلام
التي تذل لها خلسة في الظلام
اليوم ليس مثل كل الأيام
أخذت قراري
ولن أرد عليك حتى السلام
القلب صامتاً
من شدة الحزن ليس بوسعه
أن يتكلم فقط يتألم
لمن يتظلم وكل ما في الدنيا هباء
(اليوم السادس)
القلب
يزقزق على الشريان
يا إنسان أيها الإنسان
وأنا لا أجيب
وينادي العين يا ساكنة بين الرمشان
وترد العين : بدمعة تقول فيها
أعماني الحرمان قتلني الحرمان
وينادي الروح يا روح
وترد الروح : ها أنا اسبح في دماء الجروح
والروح تجيب
لا تنادي مرةً أخرى فالرد عليك غير مسموح
خاتمة بنبض القلب
أناجي
أنادي
كل إنسان
في أي مكان
أن يتخذ الحب إيمان
وأن يهب العطف والحنان
ولا ينظر للحسبان
وألا سوف ينتقم منه الزمان
ويرميه في بئر الخذلان
كما هو حال ذلك الإنسان
المشطوب حتى من أرصفة النسيان
[b]*[/b]