--------------------------------------------------------------------------------
الســـلام عليكـــم ورحمــــة الله وبركــــاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقنعــــة الصمــــــت
*************
حين نـرى ما يدور حـولنـا
من أمــور الحيـاة .. وقسـوة الحــال
ينتـابنـا شعـور بالألم .. ويتوغل الحـزن في داخلنا
نتمنـى أن نمحـو تلك الصـورة بأخرى ذات ألوان زاهية
أجـل .. قد يقول البعض أن ذلك ليس بالأمـر الصعب
فإن لنـا من العقل والتفكير ما يدفعنـا لذلك
ومن الـوسائل ما تُسهل علينـا ذلك
الكثير لا يملــــك سـوى الكـلام
ولكنه كلام أجـوف .. ليس لـه قيمـة أو معنـى
يدّعي الطهر والفضيلة .. ويلبس لباس الورع والتقوى
يقوله لينـال إعجاب واستحسان المستمــع
يشعر بنشـوة الفـرح
حين يذكره الناس بالمديح والثنـاء
وكـأن الكلام قـد صنع شيئــاً
ففي وقت الحـاجة ..
حين يكـون من حولـه في أشـد الحاجة إليـه
عندمـا يطالبونه بإثبات كـلامه .. والعمـل بمـا قاله
لا نـرى منه ســوى خيــاله
فقـد آثــر الصمت والهـروب
يقـال أن الصمت أبلــغ من الكـلام
وأنـه لغة لا يتقنهـا سوى العقلاء ..
العاقل
هو الذي يزن الحديث قبل التحدث
هو الذي يتقن لغة الصمت بجدارة
قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه:
"إذا رأيتم الرجل يطيل الصمت ويهرب من الناس،فاقتربوا منه،فإنه يلقن الحكمه".
بالصمت ..
تكتم غيظاً وتشفى من داء الغيبة والنميمة
وتسبغ بنعمة الصبر والحكمة ..
وتسعى إلى زيادة رصيد حسناتك/ ورضا ربك
قال وهيب بن الورد: " الحكمة عشرة أجزاء، فتسعة منها في الصمت،والعاشرة عزلة الناس"..
جميل أن نُجيـده احياناً
والأجمـل أن نعـرف متى نكسـر ذلك الصمـت بــ القـول
الذي يتبعـه دومـاً
فعــل
لسان الواقع يقول
أن الكلمات تصبح لكمات إن لم تحسن الاستعمال
أسفــــاً على حـالنـا
حين يكون كلامنـا في توافه الأمـور
ولا يبقـى لنـا سوى القيل والقــال
والفــارغ من القـــول ..
قال علي رضي الله عنه: إذا تم العقل نقص الكلام،فإن الصمت يثمر الحكمة،فإن الحكمة تثمر قلة الكلام".
هـذا هو حـال هـؤلاء .. وذلك هو ما يجيــدونه
وحين يكون الحـديث جــاداً
نجدهم لا يفقهــون شيـئـاً ممـا يُقـال
وقـد يــأتون بأحسن الكــلام .. وذلك في الظـاهر فقـط
فـأقنعتهـم التي يلبسونهــا تُـزين لهـم مـا يفعلــون
وتُـزين لنـا ما نــراه ..
ليس العبـرة في الكـلام بـ الكم .. بل هــي بــ الكيف
عندما تسقط الأقنعة
ينكشف ما يخبو وراءها من وجوه تتلون كالحرباء
وتسقط لبوس الورع والتقوى و الفضائل كسقوط ورقة للتوت في يوم خريفي
عندما يسقط قناع الزيف .. ويتبدى وجه الحقيقة
حقيقـة بشعة تدفعنـا للتفكيـر عميقـاً فيمـن حولنــا ..
نتسـاءل عن حقيقتهــم ؟؟
هل يرتـدون تلك الأقنعـة ؟؟
هل هنـاك من حقيقة وصـدق خلف ما يقولـون ؟؟
هل يجب أن نحتـاج إليهـم لنرى حقيقـة فعلهــم ؟؟
تـرى أيجب أن نتعرض لصـدمة لتُظْـهـر لنـا ذلك !!
اسئـلةً كثيره تـدور بـرأسنــاا
الـوقت كفيـل بالاجـابة عليهــاا
علينـا فقط أن نقنـع أنفسنــا
وأن نؤمـن يقينـاً .. ونكون على ثقـةٍ تــامة
أن الخيـر ما يزال مـوجـوداً .. وأن الناس ليسـوا سواسيـةً
فهنـاك من يختمـون قـولهـم بعمـل قد يكون بسيـطـاً
ولكنـه عند الله عظيمــاً
قال الله تعالى
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون "